النـــــــــبر عند تلاوة القرآن
من المعلوم أن الكلمات مكونة من أصوات متتابعة مترابطة ، ويقود بعضها بعضا ، ومن دراستنا للصفات ، فإن هناك أصوات ( حروف ) قوية وأخرى متوسطة وأخرى ضعيفة ،وبالتالي يكون النطق بها بحسب موقعها في الكلمة. فالصوت الذي ينطق بقوة يسمى منبورا .
فالنبر إذن :
هـو وضــوح نسبي لصوت أو مقطع ، إذا قورن بغيره من الأصوات أو المقاطع المجاورة .
فمثلا :
كلمة [ ضـرب ] : نجد أن صوت الضاد ينطق بارتكاز أكثر من الصوتين الآخرين .
كلمة[ كـاتــب ]:نجد أن المقطع ( كـا ) ينطق بنبر أقوى من المقطع( تـب )
كلمة [ قاتلوهم ] : نجد أن المقطع ( لُـو ) أقوى من غيره ، والمقطع ( قا ) متوسطا في نبره .
ويقول علماء اللغة والأصوات بأهمية موضوع النبر في الكلام العربي العادي ، فكيف إذا كان الكلام هو كلام الله سبحانه ؟؟ . فهو موضوع مهم للغاية لقارئ كتاب الله تعالى و خصوصا الأئمة ؛ حيث تحدث بعض العلماء المتخصصين في علم التجويد عن التصويت الخاطئ ، واعتبر هذا الخطأ من اللحــون الخفية ،والتي أسماها البعض ( لحــون الأداء ) ،وذلك لتغير المعنى بسبب نبر ما لا يحتاج إلى نبر ، وعدم نبر ما يحتاج إلى نبر .
ومن المواضع التي يوصي بها العلماء المجيدون للنبر عليها :
1= النبر على الحرف المشدد عند الوقف مثل :
وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (البقرة: من الآية36)
وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ
(القمر:38)
مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ (النساء: من الآية12)
2= النبر على الحرف السابق لحرف المد عند حذف حرف المد لالتقاء ساكنين مثل :
فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا (لأعراف: من الآية22)
وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (التحريم: من الآية10)
ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ (البقرة: من الآية196)
3= النبر على الحرف المشدد وسط الكلمة لبيان كونه من حرفين مثل :
الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ
(الحاقة:1-2-3)
وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ (الشورى: 29)
وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ (البقرة: من الآية164) وَالصَّافَّاتِ صَفّاً (الصافات:1)
ويستثنى مما سبق الحرف المشدد الموقوف عليه بالقلقلة مثل :
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (المسد:1)
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقّ (البقرة: من الآية61)
وذلك لأن القلقلة تبين أن هناك حرفان أحدهما ساكن والآخر متحرك والذي سكن لأجل الوقف .
ويستثنى كذلك النون و الميم المشددتين مثل :
فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ (الأعراف: من الآية136)
وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (الرحمن:15)
وذلك لأن الغنة تكفي لبيان الحرفين المدغمين .
مما سبق يتبين أهمية النبر في الأداء القرآني وأهميته الدلالية والبيانية ، لذا يجب على المتعلمين الانتباه لهذا الموضوع ..
لا تنسونا بدعوة بظهر الغيب .
جمع وإعداد ::: أبو نضال 1