موضوع: " الدين المعاملة " الإثنين أبريل 28, 2014 3:05 pm
" الدين المعاملة "
قال صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم ، كمثل الجسد إذا اشتكي عضو منه تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) هذا من هدى النبي "صلى الله عليه وسلم " ينشر المحبة والمودة بين افراد المجتمع ليكفل لهم سبل العيش بسلام وتراحم .
"فالدين المعاملة " فلا تكن معاملتك مع الاخرين تتسم بالغلو , بحيث تعظمهم وتخشاهم وتخضع لاوامرهم بسلبية بلا نقاش ، مما يؤدى الى ضياع حقوقك بين الافراد . ولا تكن معاملتك معهم تتسم بالقسوة والجفاء والتعالي والازدراء في كثير من المواقف فتجعلك تخسر من حولك بذاك السلوك الجاف او المتسلط . ما اروع ان تتسم معاملتنا مع الاخرين بالوسطية لا افراط ولا تفريط ، والعمل بما يقتضيه الشرع .. من حسن الخلق والاحسان الى الاخرين بالقول والفعل وبذل المال لكل محتاج ومد يد العون لهم .. يقول الله تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) ، هذه الآية الكريمة جامعة لحسن الخلق مع الناس، وما ينبغي في معاملتهم؛ حيث اشتملت على بيان ثلاثة أخلاق أساسية في التعامل:- أولها: أن يأخذ العفو، فقال: (خُذِ الْعَفْوَ)، والعفو هو: ما سمحت به أنفسهم،وما سهل عليهم من الأقوال والأفعال والأخلاق، فلا يكلفهم ما لا تسمح به طبائعهم، بل يشكر من كل أحد ما قابله به؛ من قول حسن وفعل جميل أو ما هو دون ذلك، ويتجاوز عن تقصيرهم ويغض طرفه عن نقصهم، ولا يتكبر على الصغير لصغره،ولا على ناقص العقل لنقصه، ولا على الفقير لفقره، بل يعامل الجميع باللطف والمقابلة بما تقتضيه الحال.
وثانيها: أن يأمر بالعُرف،.. وهو بالقول الحسن وحسن الاخلاق في التعامل والامر بالمعروف باسلوب لين يكفل نشر المحبة والالفة بين الافراد . وثالثها : الاعراض عن الجاهلين ,,,وفيه البعد عن مجادلة ذوي العقول المغلقة الذين لا يقتنعون الا بافكارهم ولا ياخذوا بالنصيحة ويقابلوا النصح بكثرة الجدال حتى وان كانوا على خطا ...فكثرة الجدال تميت الحق وتشوه الحقائق. عن ابن الجوزي "إن مواعظ القرآن تُذيب الحديد، وللفهوم كل لحظة زجر جديد، وللقلوب النيرة كل يوم به وعيد، غير أن الغافل يتلوه ولا يستفيد."