الغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس .
تتكاثر الفتن ,,,
تتزايد الضغوط ,,,تحاربون في في رزقكم ولقمة العيش
يستهزأ بكم ,,,يقولون لكم هذا ليس زمانكم
ولا عصركم ,,,يقولون لكم تعايشوا مع الواقع ,,,,واكبوا العصر
فصبرا ,,,صبرا ,,,انتم الغرباء انتم المحافظين على دينكم الملتزمين بالسنه
طوبى للغرباء والقابضين على الجمر
"
روى الإمام مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود كما بدأ غريبا، فطوبى للغرباء" (صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ).
هذا الحديث صحيح رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: { بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء } وهو حديث صحيح ثابت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.
فالمقصود أن الغرباء هم أهل الاستقامة، وأن الجنة والسعادة للغرباء الذين
يصلحون عند فساد الناس إذا تغيرت الأحوال والتبست الأمور وقلَ أهل الخير ثبتوا هم على الحق واستقاموا على دين
الله ووحدوا الله وأخلصوا له العبادة واستقاموا على الصلاة والزكاة والصيام والحج وسائر أمور الدين، هؤلاء هم الغرباء،
وهم الذين قال الله فيهم وفي أشباههم: { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا
تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ } [فصلت: 30-32] .
****************************** **********
الغُربة غربتان
إن الغُربة غُربتان ... غُربة البدن: بالبعد عن الأوطان، والغُربة الأخرى هي غُربة الروح والفكر ... غُربة الغاية والوِجهة، غُربة العقيدة والسلوك ... وهذه هي الغُربة حقا. فإن صاحبها يعيش وحيدًا وإن كان بين جماهير الناس، مستوحشا وإن ازدحمت من حوله المواكب
طوبى للغرباء في آخر الزمان
بدأ الإسلام غريبا بين أقوام لا يؤمنون، بين أقوام يصدُّون عنه، ويحادُّون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ,,,,,
بدأ الإسلام بين نُزَّاع من القبائل من هنا ومن هناك، اعتنقوا دين الله، وآمنوا به، وخالطت بشاشة الإيمان قلوبهم، فرضوا بكل ما يُصيبهم في سبيله، ثم أراد الله لهذا الدين ليقوى وينتشر شيئا
فشيئا، حتى عمَّ الآفاق، وظهر على الدين كله، وجاء نصر الله والفتح، ودخل الناس في دين الله أفواجا.
ولكن ... كما هي سنة الله ... كل شيء يتغيَّر، لا يبقى شيء على حال، فدوام الحال من المحال.
إن هذا الدين الذي قوي وانتشر وعمَّ الآفاق، ستُصيبه غُربة في آخر الزمان
وسيصبح أهله غرباء، فطوبى لهؤلاء الغرباء ...
طوبى لهؤلاء المُتمسكين بحبله، المُتعلقين بأهدابه، الذين لا يُفرطون في دينهم، ويقبضون عليه وإن كان قبضا على الجمر.
هؤلاء هم الغرباء ... هم الممدوحون المغبوطون ... ولقلتهم في الناس جدا سموا غرباء، فإن أكثر الناس على غير هذه
الصفات. الناس مشغولون بدنياهم، وهؤلاء مشغولون بدينهم.
الناس مشغولون بالفرار إلى الخلق،
وهؤلاء يفرون إلى الله: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} [الذريات:50].
الناس يعملون لأمور تافهة، وهؤلاء
يعملون لإحياء سُنة النبي صلى الله عليه وسلم، ويُعلمون الناس ... ولهذا كانوا
غرباء بين الناس.
فأهل الإسلام في الناس غرباء،
والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء، وأهل العلم في المؤمنين غرباء، وأهل السنة الذين يُميِّزونها من الأهواء والبدع فيهم غرباء،
والداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين هم أشد هؤلاء غُربة.
ولكن هؤلاء كما قال الإمام ابن القيم: (أهل الله حقا).
فلا غُربة عليهم، وإنما غُربتهم بين الأكثرين، الذين قال الله فيهم:} َإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [الأنعام:116]. أولئك هم الغرباء، من الله ورسوله ودينه، وغُربتهم هي الغُربة المُوحشة، وإن كانوا هم المعروفين، المشار إليهم،
ومن هؤلاء الغرباء، ما رواه أنس في حديثه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "رُبَّ أشعث أغبر ذي طمرين لا يُؤبه له، لو أقسم على الله لأبرَّه"[10]، وفي حديث أبي هريرة: "رُبَّ أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبرَّه"[11]
فاستمسكوا أيها المؤمنون بإيمانكم، وعضُّوا عليه بالنواجذ، ولا يُهمكم موقف الناس منكم، وحسبكم أن الله معكم، وأن الله وليكم ... {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ}
اللهم اجعلنا من الغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس .